

ما هو المسك والعود؟
هل تُوج المسك والعود ملوكًا للعطور الطبيعية؟
ارتبط أسم المسك والعود ارتباط وثيق بمجال صناعة العطول، فالمسك في الأصل اسمًا يطلق على مادة ذات رائحة نفاذة مأخوذة من غدة موجودة لدى الغزلان، تم استخدام هذه المادة كمثبت عطري شهير منذ العصور القديمة وهي واحدة من أغلى المنتجات الحيوانية في العالم.
المسك حاليا هو أحد أكثر المكونات شيوعا في صناعة العطور وله رائحه نفاذه وقويه، لذا يدخل في تركيب العديد من أنواع العطور كمثبت ومقوي ومعزز لمكونات العطر، وقد يكون المسك من مصدر حيواني أو نباتي، ولكن الأكثر شيوعا هو المستخرج من مصدر حيواني، حيث يتكون المسك في غدة كيسية في بطن نوع من الظباء يسمى غزال المسك وتوجد هذه الغدة في الذكر ولا توجد في الإناث.
يتم استخدام (المسك الطبيعي) على نطاق واسع في عالم صناعة العطور وحتى أواخر القرن التاسع عشر تقريبًا حينما كان هناك دوافع اقتصادية وأخلاقية إلى الاعتماد على المسك الاصطناعي، والذي يستخدم الآن بشكل حصري تقريبًا.
كان المسك ومازال مكونًا رئيسيًا في العديد من العطور منذ اكتشافه، وفي الهند وأجزاء من الشرق الأقصى يتم استخدامه كمنشط جنسي ومضاد للتشنج.
ما هو المسك الاصطناعي؟
نظرًا لأن الحصول على مسك الغزلان الطبيعي يتطلب قتل الحيوانات المهددة بالانقراض، فإن جميع روائح المسك المستخدمة في صناعة العطور تقريبًا هي روائح اصطناعية يطلق عليها أحيانًا اسم “المسك الأبيض”، ولها استخدامات واسعة في الصناعة تتراوح من مستحضرات التجميل إلى المنظفات، ولكن مع إكتشاف المسك الاصطناعي بدأ نقاشًا عامًا حول استخدام هذه المركبات وحظر أو تقليل استخدامها في العديد من مناطق العالم.
كيف يتم الحصول على المسك الطبيعي؟
إن عملية استخراج المسك عملية مكلفة وطويلة تحتاج الكثير من الوقت، نظرًا لأن غزال المسك الناضج فقط هو الذي يمتلك الغدة المنتجة للمسك، وهذا نادر ومكلف.
ينتمي حيوان غزال المسك إلى عائلة (Moschidae) ويعيش في التبت والهند وباكستان وأفغانستان والصين و سيبيريا ومنغوليا وفيتنام الشمالية، ويتم الحصول على جراب المسك عادة عن طريق قتل الغزلان الذكور من خلال الفخاخ التي توضع في البرية.
عند تجفيفه، يتحول المعجون البني المحمر الموجود داخل جراب المسك إلى حبيبات سوداء تسمى (حبة المسك)، ثم يتم صبغها بالكحول، ولا تعطي رائحة الصبغة رائحة طيبة إلا بعد تخفيفها إلى حد كبير.
كما أنه لا توجد مادة طبيعية أخرى لها مثل هذه الرائحة المعقدة المرتبطة بالعديد من الأوصاف المتناقضة، وقد وصف البعض رائحة المسك، بأنها تشبه رائحة التراب أو الخشب أو شيء مشابه لتلك الرائحة الزكية المنبعثة من بشرة الأطفال الصغار.
ما هو العود؟
العود هو أحد أغلى مكونات العطور في العالم، ويأتي العود من خشب شجرة (Agar) الاستوائية ويتكون العود عندما يصاب خشب هذه الشجرة بنوع معين من أنواع العفن يسمى (Phialophora parasitica)، ثم تقوم الشجره بتكوين طبقة من مادة داكنة لحماية نفسها ومن هنا يتكون العود ذو الرائحة المغرية والقوية.
العود معروف أيضًا باسم (Agarwood)، وهو عطر ثمين للغاية يميز عطور الشرق الأوسط، ويتميز برائحته القوية.
يحظى العود في الدول العربية بتقدير كبير من قبل صانعي العطور لرائحته الدافئه والخشبية والعطرية المعقدة، كما يشار إليه أحيانًا باسم “الذهب السائل”.
تشتهر رائحة خشب العود بالطابع المميز وغالبًا ما يتم دمجها مع روائح الأزهار.
يعتبر العود وزيته الأساسي ثمينين للغاية ونادرين ولهما نجاح كبير في قطاع العطور، وأحد صفاته هي الثبات طويل الأمد على الجلد، واليوم يستخدم الكثير من الناس العود لابتكار روائح معينة، حيث أنه يعتبر أغلى مكون في صناعة العطور.
تعتمد جودة عطر العود على نوع الشجرة التي تم استخراجه منها وعلى التقنية المستخدمة في عملية الاستخراج، وتتم عملية استخراج العود عن طريق تقطيع قطع جذع الشجرة إلى رقائق صغيرة، ثم غمس الرقائق في الماء لبضعة أيام، ثم تُترك لتجف لمدة يومين أو ثلاثة أيام، وأخيرًا يتم استخراج الراتينج بطرق مختلفة تسمح بالحصول على زيوت مختلفه الجودة، ويكون المنتج النهائي هو زيت أساسي برائحة خشبية دافئه، كما يمكن ترك الخشب المتبقي ليجف لصنع البخور.
الثقافات المرتبطة بالعود:
غالبًا ما تستخدم الثقافات الشرقية العود، فمثلا في المملكة العربية السعودية يستخدمون كلاً من العود والبخور في التعطر و التطيب.
يستخدم الهندوس والبوذيين البخور بشكل رئيسي في الاحتفالات الدينية، لذلك فإن استخدام العطور المرتبطة بالدين يلعب دورًا مهمًا للغاية، كما أنه يستخدمه بعض الناس في تطييب ملابسهم حيث يعرضون الملابس لدخان حرق البخور.
في المغرب، يعتبر العود كنزًا حقيقيًا محجوزًا لقلة مختارة ويستخدم خلال النشاطات الدينية الإسلامية، مثل المولد النبوي الشريف، كما أنه يتم استخدامه أثناء التأمل لجعله أعمق وأكثر روحانية برائحته القوية والغامضة.
في اليابان ، يستخدمون العود في حفل Ko-Do الخاص بهم، حيث يتم حرق العود والأخشاب العطرية الأخرى، ويمثل هذا الحفل بداية رحلة تستمر مدى الحياة.
كما يستخدم العود الهنود والإندونيسيين والصينيون، وقد جعلته أصوله العريقة والنبيلة من أغلى العطور، واسمه المستعار في الواقع هو “الذهب السائل” بسبب قيمته وسعره.
هذه هي الأسرار والحقائق وراء المسك والعود التي لم يعلما الكثير.